أحب أراقبك وأحب أطاردك وأحب أطرقع قفاك وخدك

أتهم الدكتور فتحي سرور، معارضي التعديلات الدستورية بالجهل وعدم الفهم، وذلك في برنامج «علي الهواء»، الذي تقدمه قناة أوربت كما نشرت «المصري اليوم» بتاريخ ٣-٤-٢٠٠٧، وقد نصح سيادته كل مواطن بأن يحتفظ برقم تليفون محاميه، تحسبا لمداهمة منزله أو توقيفه دون إذن قضائي!!

ولا أدري ما هو الجهل الذي وصف به د. سرور معارضي التعديلات؟! هل هو الجهل بالقانون؟! أم الجهل بالمصير المجهول، الذي ينتظر المواطن بعد مداهمة بيته ليلا أو نهارا، وانتهاك حرماته، وإرهاب الكبير والصغير، النساء والأطفال؟!، وهو ما أكده الدكتور سرور نفسه في الحديث عن تخوف الناس من المادة ١٧٩ بقوله: التخوف ممكن والتجاوزات ممكنة وقلة الأدب والممارسات الخاطئة أيضا ممكنة،

ولكن العبرة في القضاء الحر!! لم يذكر سيادته ما هي الأشياء غير الممكنة في ظل هذه المادة المرعبة، حتي يبدأ كل منا في الاستعداد لأي تجاوزات، وحتي نقوم بتدريب أطفالنا من الآن علي تحمل الفزع عندما يداهمنا زوار الفجر!. لقد كان من الأولي بدلا من قوله: العبرة بالقضاء الحر، أن يقول: العبرة بالقضاء والقدر، والمكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين.

فالدكتور سرور أراد أن يطمئن المواطنين، فإذا به يلقي في قلوبهم الرعب، فمن هذا المواطن الذي سيقوم من نومه فزعا مرعوبا ومتحسسا قفاه من شدة الضرب ليبحث عن أرقام تليفونات محاميه ـ هذا إذا كان لديه محام من الأصل ـ أم تراهم سيعقدون دورات تدريبية للمواطنين من أجل الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات، خاصة بعد ظهور الجيل الثالث من تكنولوجيا المحمول في سرعة نقل مراسم إخفاء مواطن وإبلاغ من يهمه الأمر بداية من المحامي إلي الحانوتي، لقد خرجت من هذا التصريح ـ بصفتي واحداً من الأغلبية المفروسة، وحتي يتم الاستفادة بالتعديلات الفوسفورية ـ بضرورة تعديل مطلع أغنية شهرزاد الشهيرة ليكون:

أحب أراقبك وأحب أطاردك وأحب أطرقع قفاك وخدك

أحب أهينك وأحب أذلك وأحب طبع الكفوف في وشك

وهو ما أتوقع أن يكون شعار الشرطة في مرحلة ما بعد التعديلات الفوسفورية.